عني
- صاحب النقب
- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول : " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه برقم (2965 اللهم اجعلني منهم يارب العالمين ............. احب الصالحين ولست منهم........ لعلي ان انال بهم شفاعة..... ...... واكره من تجارته المعاصي........... وانا كنا سويا في البضاعة
أخلاقنا
زوار المدونة
التقوي 3
10:37 م | مرسلة بواسطة
صاحب النقب |
تعديل الرسالة
الـتـقـوي
( 3 / 4 )
فوائد التقوى
ومن فوائد وثمرات ما أعَدَّه الله - عزَّ
وجلَّ – للمتَّقِين :
1- الاستِقبال
الحافل يوم القيامة : قال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى
الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾ ( مريم: 85)
وعن عليٍّ - رضي الله
عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في قوله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى
الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾ ( مريم: 85) قال - صلَّى الله عليه
وسلَّم (( أمَا
والله ما يُحشَرون على أقدامهم، ولا يُساقُون سوقًا،
ولكنَّهم يُؤتَوْن بِنُوقٍ من نُوق الجنَّة، لم ينظر الخلائق إلى مِثلِها،
رحالها الذهب، وأزِمَّتُها الزبرجد، فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة ((
2- الجنَّة: وأمَّا أهل الجنَّة فهم
المتَّقون، الذين اتَّقوا الله في دنياهم، فأنعَمَ الله عليهم في أُخراهم، وأدخَلَهم الجنَّة
عرَّفَها لهم؛ قال - تعالى -: ﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ
رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ
*جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ
الْمُتَّقِينَ ﴾ ( النحل: 30 – 31)، وقال - تعالى
-: ﴿ إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ )الحجر: 45(... إلخ.
3- سيُجنَّب النار : قال - تعالى -: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ﴾ ( الليل: 17) .
4- الفلاح في الدنيا والآخِرة: قال - تعالى
-: ﴿ وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ )البقرة: 189( .
5-
تكفير السيِّئات : قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ
وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ ( الطلاق: 5) .
6-
تحقيق مَعِيَّة الله : قال - تعالى -: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ ﴾ ) البقرة: 194)
7-
تفريج
الهموم : قال - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ
بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ (
الطلاق: 2 – 3(
واسمَع
لهذه القصَّة التي جاءَتْ في الصحيح، وكيف أنَّ الإنسان إذا كان
تقيًّا أخرَجَه الله من كلِّ مأزِق، وجعَلَ له من كلِّ هَمٍّ فَرَجًا.
عن ابن عمر - رضي الله
عنهما - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (( بينما نفرٌ ثلاثة يَمشُون إذ أخَذَهم المطر فأووا إلى غارٍ
في جبلٍ، فانحطَّتْ عليهم في غارِهم صخرةٌ من الجبل، فأطبقَتْ عليهم بعضَ الغار، فقال بعضُهم:
انظُروا أعمالاً عملتُموها لله صالحةً فادعوه بها، فدعوا الله، فقال بعضهم: اللهمَّ إنَّه كان لي أبَوان شيخان كبيران وامرأة
وصبيان، فكنت أرعى عليهم، فإذا رحتُ إليهم حلبت لهم، فبدأت بوالدي أسقيهما قبلَ بني، وإنَّه نَأَى
بي الشجرُ فلم آتِ حتى أمسَيتُ فوجدتهما قد نامَا، فحلبتُ كما كنتُ أحلب، فجئتُ فقمتُ عند رؤوسهما أكرَه أنْ أوقظهما من
نومهما، وأكرَه أنْ أبدَأ بالصبية قبلَهما، فجعَلوا يتضاغَوْن عند قدمي، فلم أزَل كذلك وكان دأبهم
حتى طلَع الفجر، فإنْ كنتَ تعلَم أنِّي جعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرُج عنَّا فرجةً نرى منها السماء، ففَرج الله لهم فرجةً،
وقال الآخَر: اللهمَّ إنَّه كانت لي ابنة عمٍّ فأحبَبتُها كأشدِّ ما يحبُّ الرجالُ النساء،
فطلبتُ إليها نفسَها فأبَتْ عليَّ حتى آتِيَها بمائة دينار، فسعيتُ حتى جمعتُ مائة دينار فجئتُها بها، فلمَّا قعَدت بين
رجلَيْها قالت: يا عبد الله، اتَّقِ الله ولا تفضَّ الخاتم إلا بحقِّه، فقمتُ عنها، فإنْ كنتَ
تعلم أنِّي فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرج لنا فرجةً نرى منها السماء، ففرج الله لهم فرجة، وقال الآخَر: اللهم إني استأجرت
أجيرًا، فلمَّا قضى عملَه قال: أَعطِني حقِّي، فأَعرَضتُ عنه فترَكَه ورَغِب عنه، حتى اشتريت بقرًا
ورعَيْتها له، فجاء بعد حينٍ فقال: اتَّقِ الله ولا تَظلِمني وأَعطِني حَقِّي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر وراعيها فخُذْه فهو لك،
فقال: اتَّقِ الله ولا تستَهزِئ بي، فقلت: إنِّي لا أستَهزِئ بك، فخُذْ تلك البقر وراعيها،
فأخَذَها وذهَب، فإنْ كنتَ تعلم إني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافرج لنا ما بقي، ففرجها الله عنهم (( .
يقول بعض
العابِدين :
مَنْ عَامَلَ اللهَ بِتَقْوَاهُ
وَكَانَ فِي الْخَلْوَةِ يَرْعَاهُ
سَقَاهُ كَأْسًا مِنْ صَفَا حُبِّهِ
تَسْلِيَةً عَنْ لَذِّ دُنْيَاهُ
فَأَبْعَدَ الْخَلْقَ وَأَقْصَاهُمُ
وَانْفَرَدَ الْعَبْدُ بِمَوْلاَهُ
كيف يُوصل
الصيام للتقوى ؟
وهذا هو المقصد الرئيس
للصيام؛ كما قال ربُّ العزَّة - جلَّ وعلا
-: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ )البقرة: 183( .
ولكن كيف
يُوصل الصيام للتقوى؟
لأنَّنا بالصيام
نتَّقِي المعاصي والذنوب؛ لأنَّ امتِلاء البطْن بالطعام والشراب رأْس البَواعِث على الفَحشاء والمُنكَر، ومعلومٌ
أنَّ الجائِع العَطشان لا يجد في نفسه من أَثَرِ الشهوات ما يجد المُمتَلِئ؛ ولذا قال إبراهيم بن أدهم: الجوع يرقق القلب .
ويقول الإمام البنَّا :
"وقد اختار صاحبُ الشريعة لهذا الشهر من العام أيامًا معدودات، وامتَحَن الناسَ في الصوم في ألصَقِ الشهوات
بنفوسهم، وألزم الضروريَّات لحياتهم، وأعنَفِ الغرائز والعادات سلطانًا عليهم، فكَفَّهم عن الطعام
والشراب وما إليهما أكثر يومهم، ولم يجعل عليهم في ذلك رقيبًا إلا أنفسهم، ومن إيمانهم باطِّلاع الله عليهم، وأيَّة رقابة أدق
وأَوْفَى من هذه الرقابة؟ ولأمرٍ ما أشارت الآية الكريمة إلى ذلك في قول الله - تعالى -: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ( البقرة: 183) .
ولذلك رُوِي عن أبى
هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( الصيام جُنَّة )) ؛ أي: وقاية تُتَّقى به الآفات
والمخاطر .
الصيام
فرصة لتحقيق التقوى :
إنَّ الصيام فرصةٌ
لتحقيق التقوى، وللتوبة إلى الله - عزَّ وجلَّ - وللإقلاع عن سائر الذنوب والمعاصي يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( إذا جاء
رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين )) .
يقول صاحب "الظلال":
"وهكذا تَبرُز الغاية
الكبيرة من الصوم، إنها التقوى، فالتقوى هي التي تستَيقِظ في القلوب وهي تُؤدِّي هذه الفريضة؛
طاعةً لله، وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال،
والمُخاطَبون بهذا القرآن يَعلَمون مقام التقوى عند الله، ووزنها في ميزانه، فهي غايةٌ تتطلَّع إليها
أرواحُهم، وهذا الصوم أداةٌ من أدواتها، وطريقٌ مُوصل إليها، ومن ثَمَّ يرفَعُها السِّياق أمامَ عيونهم هدفًا وضيئًا يتَّجِهون
إليه عن طريق الصيام: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾".
ويقول الرازي في "تفسيره": أمَّا قوله - تعالى -: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ففيه وجوه:
أحدها: أنَّه - سبحانه - بيَّن بهذا الكلام أنَّ الصوم
يُورِث التقوى؛ لما فيه من انكِسار الشهوة وانقِماع الهوى، فإنَّه يردع عن الأَشَرِ والبَطَرِ والفَواحِش، ويُهوِّن
لذَّات الدنيا ورِياستها؛ وذلك لأنَّ الصوم يَكسِر شهوةَ البطن والفرج، وإنما يَسعَى الناس
لهذين، كما قيل في المثل السائر: المرء يسعى لعارية بطنه وفرجه؛ فمَن أكثر من الصوم هانَ عليه أمر هذَيْن، وخفَّت عليه مؤنتهما،
فكان ذلك رادِعًا له عن ارتِكاب المحارم والفواحش، ومهونًا عليه أمرَ الرِّياسة في الدنيا، وذلك
جامعٌ لأسباب التقوى؛ فيكون معنى الآية: فرضتُ عليكم الصيامَ لتكونوا به من المتَّقين الذين أثنَيْتُ عليهم في كتابي،
وأعلَمتُ أنَّ هذا الكتاب هُدًى لهم، ولَمَّا اختصَّ الصوم بهذه الخاصيَّة حَسُنَ منه - تعالى - أنْ يقول
عند إيجابها ﴿ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴾ منبهًا بذلك على وجه
وجوبه؛ لأنَّ ما يمنع النفسَ عن المعاصي لا بُدَّ وأنْ يكون واجبًا.
وثانيها :
المعنى: ينبغي لكم
بالصوم أنْ يَقوَى رجاؤكم في التقوى، وهذا معنى ( لَعَلَّ ( .
وثالثها :
المعنى: لعلَّكم تتقون
الله بصومكم وترككم للشهوات، فإنَّ الشيء كلَّما كانت الرغبةُ فيه أكثَرَ كان الاتِّقاء عنه
أشق، والرغبة في المطعوم والمنكوح أشدُّ من الرغبة في سائر الأشياء، فإذا سَهُلَ عليكم اتِّقاء الله بترْك المطعوم
والمنكوح، كانَ اتِّقاء الله بترْك سائر الأشياء أسهل وأخف.
ورابعها :
المراد ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
) البقرة: 183( إهمالها وترْك المحافظة
عليها؛ بسبب عظم درجاتها وأصالتها.
وخامسها
: لعلكم تنتَظِمون بسبب هذه العبادة في زُمرَة المتَّقين؛ لأنَّ الصوم
شِعارهم - والله أعلم .
اللهم إني أعوذ بك أن اذكر غيري وانسي نفسي
يتبع...
الجزء الرابع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق