عني
- صاحب النقب
- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول : " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه برقم (2965 اللهم اجعلني منهم يارب العالمين ............. احب الصالحين ولست منهم........ لعلي ان انال بهم شفاعة..... ...... واكره من تجارته المعاصي........... وانا كنا سويا في البضاعة
أخلاقنا
زوار المدونة
التقوي
12:11 م | مرسلة بواسطة
صاحب النقب |
تعديل الرسالة
الـتـقـوي
( 1 / 4 )
(
تناولت هذا الموضوع في خطبتي للجمعة الأولي من رمضان وأحببت أن تعم به الفائدة لذا
نشرته هنا )
الحمد لله
الذي فرَض على عِباده الصيام والقِيام في رَمضان،
وأظلَّهم فيه
بلَيْلَةٍ هي خيرٌ من ألف شهر على مَرِّ الزمان، وأشهَدُ أن
لا إله إلا
الله وحدَه لا شريك له فضَّلَنا بشهْر رمضان، وأشهَدُ أنَّ
محمدًا عبدُه
ورسولُه الذي أعلَمَنا أنَّ في رمضان تُفتَّح أبواب الجِنان،
اللهمَّ صلِّ
وسلِّم عليه وعلى آله وأصحابه الكرام ومَن تبِعَهم بإحسان.
وبعدُ:
فعندما فرَض
الله - عزَّ وجلَّ - علينا الصيام كان لحِكَمٍ
تشريعيَّة حكيمة، ومقاصدَ ربانيَّة عالية، ومن أهمِّ
المقاصد
والحِكَم التي من أجلها شُرِع الصيام هي أنْ يخرج المسلم من شهر الصيام وهو من المتَّقِين؛ كما قال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
﴾ )البقرة: 183( .
فما هي
التقوى؟ وما هي أهميَّتها وفوائدها؟ وكيف يُوصل الصيام للتقوى؟ وما هي الوسائل
العمليَّة لتَحصِيل التقوى
ما التقوى؟
وماذا نتَّقِي؟
التقوى
هي: العُدَّة الوافية، والجُنَّة الواقية،
في ظاهر التقوى شرفُ الدنيا، وفي باطنها شرفُ الآخِرة، سادة
الناس في الدنيا الأسخِياء، وفي الآخِرة
الأتقياء.
التقوى
وصيَّة الله لعباده : حيث قال: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَكَانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ (النساء:131 ).
ووصيَّة
الله للمؤمنين خاصَّة : قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102( .
ووصيَّة رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - إلى أمَّته: عن أبي ذرٍّ - رضي الله
عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال "
اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأَتْبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ
" .
ووصيَّة
الصحابة - رضي الله
عنهم – لأبنائهم : عن عمر - رضي الله عنه - أنَّه كتَب إلى ابنه
عبدالله بن
عمر - رضي الله عنهما -: أمَّا بعدُ، فإنِّي أُوصِيك بتَقوَى
الله؛ فإنَّه
مَن اتَّقَى الله وَقاه، ومَن توكَّل عليه كَفاه، ومَن
أقرَضَه
جَزاه، ومَن شكَرَه زادَه، ولتكن التقوى نصبَ عينَيْك، وعماد عملك، وجلاء قلبك، فإنَّه لا عمل لِمَن لا نيَّة له، ولا أجر لِمَن
لا حسبة له، ولا مال لِمَن لا رِفْق
له، ولا جديد لِمَن لا خلق له "
وعن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: التقوى هي
الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقَناعة
بالقليل،
والاستِعداد للرحيل.
التقوى: طاعة الله وعدم معصيته؛ فعن عاصمٍ قال: قلنا لطلق بن حبيب: صِفْ لنا التقوى؟ فقال: التقوى عملٌ بطاعة
الله، رجاءَ رحمةِ الله، على نورٍ من الله، وترك معصية الله، مخافةَ الله، على
نورٍ من الله .
وماذا
نتَّقي؟
نتَّقِي
عِقابَ الله، وغضبَ الله، وسخَط الله، وضَياع الآخرة، نتَّقي غضب الله بالعمل وفْق
مرضاته.
فإذا كنتَ في
بيتك وقد غلقت عليك الأبواب ولا يَراك أحدٌ، وأنت
صائمٌ، وبجوارك الطعام الشهي، والماء العذب، وأنت
جائعٌ عطشان،
فلا تَقرَب الطعام ولا الشراب؛ مخافةَ الله - عزَّ وجلَّ - فهذه هي التقوى.
التقوى كما
قال عمر بن عبدا لعزيز "ليست بقيام الليل أو بصيام
النهار، ولكن تقوى الله ترك ما حرَّم الله، وأداء ما افتَرَض الله" .
فعمر بن عبدا
لعزيز الذي عرَّف لنا التقوى بهذا المفهوم، كان من
سيرته أنْ سأل زوجته فاطمة يومًا أنْ تُقرِضه درهمًا
يشتَرِي به
عنبًا، فلم يجد عندها شيئًا، وقالَتْ له: أنت أمير المؤمنين وليس في
خِزانتك ما تشتَرِي به عِنَبًا؟ فقال: هذا أيسَرُ من
معالجة الأغلال في نار جهنَّم .
وقال لمولاه
مُزاحِم ذاتَ يوم: إنِّي قد اشتَهيتُ الحج، فهل عندك شيء؟ قال: بضعة عشر دينارًا،
قال: وما تقع منِّي؟
ثم مكَث قليلاً، ثم قال له: يا أمير المؤمنين، تجهَّز، فقد جاءنا
مال سبعة عشر ألف دينار من بعض مال بني مروان،
قال: اجعَلْها في بيت المال؛ فإنْ تكن
حلالاً فقد
أخذنا منها ما يَكفِينا، وإنْ تكن حرامًا فكفانا ما أصابنا
منها، قال
مزاحم: فلمَّا رأى عمر ثقل ذلك عليَّ، قال: ويْحك يا مزاحم! لا يكثرنَّ عليك شيء وضعته لله، فإنَّ لي نفسًا توَّاقَة لم تَتُق
إلى منزلةٍ فنالَتْها إلا تاقَتْ إلى
ما هي أرفع منها، حتى بلغتُ اليوم المنزلة التي
ليس بعدها
منزلة، وإنها اليوم قد تاقَتْ إلى الجنة .
درجات
التقوى خمس:
1- أنْ يتَّقِي العبد الكفر، وذلك مقام الإسلام.
2- وأنْ يتَّقي المعاصي والحرمات، وهو مقام التوبة.
3- وأنْ يتَّقي الشبهات، وهو مقام الوَرَع.
4- وأنْ يتَّقي المُباحات، وهو مَقام الزهد.
5- وأنْ يتَّقي حضور غير الله على قلبه، وهو مقام
المشاهدة .
اللهم إني أعوذ بك أن اذكر غيري
وانسي نفسي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق