عني

صورتي
صاحب النقب
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول : " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه برقم (2965 اللهم اجعلني منهم يارب العالمين ............. احب الصالحين ولست منهم........ لعلي ان انال بهم شفاعة..... ...... واكره من تجارته المعاصي........... وانا كنا سويا في البضاعة
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

أخلاقنا

أخلاقنا

زوار المدونة

العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب .

وساكن الزمالك الذي يجد الماء والنور والسخان والتكييف والتليفون والتلفزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم والسكر والضغط .

والمليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به ، يشكو الكآبة والخوف من الأماكن المغلقة والوسواس والأرق والقلق .

والذي أعطاه الله الصحة والمال والزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة ولا يعرف طعم الراحة .

والرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفة الحظ في كل شئ وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر علي ضعفه وخضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهي إلي الدمار .

والملك الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلاً لثرواته .

وبطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات .

كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق

وبرغم غني الأغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب

فالله يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسر بقدر ما يعسر .. ولو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عيه ولرأي عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية .. ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور .

إنما هذه القصور والجواهر والحلي واللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب وفي داخل القلوب التي ترق فيها تسكن الحسرات والآهات الملتاعة .

والحاسدون والحاقدون والمغترون والفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق...

ولو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق ولو أدركه القاتل لما قتل ولو عرفه الكذاب لما كذب .

ولو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس ولسعينا في العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر ومحصولنا من الشقاء والسعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرية بين الطبقات .

فالعذاب ليس له طبقة وإنما هو قاسم مشترك بين الكل .. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوي الكؤوس برغم اختلاف المناظر وتباين الدرجات والهيئات .

وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة وشقاء وإنما هو اختلاف مواقف ..

فهناك نفس تعلو علي شقائها وتتجاوزه وتري فيه الحكمة والعبرة ، وتلك نفوس مستنيرة تري العدل والجمال في كل شئ وتحب الخالق في كل أفعاله ..

وهناك نفوس تمضغ شقاءها وتجتره وتحوله إلي حقد اسود وحسد أكال .. وتلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة علي أفعاله ..

أما في كوامن الأسرار وعلي مسرح الحق والحقيقة .. فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم .. وإنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري علي سنن ثابته لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها علي المحروم وينير بها ضمائر العميان ويلاطف أهل المسكنة ويؤنس الأيتام والمتوحدين في الخلوات ويعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم .. ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس علي بصائر المترفين ويوهن قلوب المتخمين ويؤرق عيون الظالمين ويرهل أبدان المسرفين .

وتلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي من الجنة .. والمقدمات التي تسبق اليوم الموعود .. يوم تنكشف الأستار وتهتك الحجب وتفترق المصائر الي شقاء حق والي نعيم حق ... يوم لا تنفع معذرة .. ولا تجدي تذكرة .

وأهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله في راحة لأنهم أسلموا الي الله في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم ورأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحوا عقولهم أيضا ، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن ... بينما شقي أصحاب العقول بمجادلاتهم .

أما أهل الغفلة وهم الأغلبية ما زالوا يقتلُ بعضهم بعضاً من أجل اللقمة والمرأة والدرهم وفدان الأرض ، ثم لا يجمعون شيئاً إلا مزيدا من الهموم وأحمالاً من الخطايا وظمأً لا يرتوي وجوعاً لا يشبع .

فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت ...

وأغلق عليك بابك وابك علي خطيئتك

( من روائع دكتور مصطفي محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له )

اللهم إني أعوذ بك أن أذكر غيري وانسي نفسي



0 التعليقات: